الصفحات

السبت، 2 نوفمبر 2013

التعلّم مدى الحياة في اقتصاد المعرفة العالمي Lifelong learning in a global knowledge economy





يجب اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﺃﻭ ﺩﻻﻟﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ ﻟمفهومى " ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ " ﻭ "ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ - ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ - ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ" .

إن ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟمفهوم  ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ، ﺳﻮﺍء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ، ﺃﻭ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍء ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺃﻭ ﺍﻹﻳﺮﺍﺩ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ كعملية ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﺠﺮﺩﺓ.
أماالدلالة ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟمفهوم  ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ ﺗﺸﻤﻞ ﺣﺠﻢ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻧﺴﻴﺞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻛﺎﻥ  ﻧﻘﺪﻳﺎ أو ﻋﻴﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﺧﺪﻣﻴﺎ أو ًﺳﻠﻌﻴﺎ.


 أما اﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ فيعرف بأﻧﻪ " ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﻓﻴﻪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻡ ﻭﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻮﻅﻴﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ. ﺇﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ  ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻬﺎ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ (ﺳﻮﺍء ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﻣﺠﻴﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ ﺍﻹﻓﺮﺍﺩ ﺑﺨﺒﺮﺍﺗﻬﻢ مصدرا رئيسياﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺘﻪ. ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻬﻢ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﻔﺎﻋﻼﺗﻬﻢ).

ولذلك سنت حكومات الدول المتقدمة قوانين للتعلم لمدى الحياة لمواجهة التغيرات على المستوى العالمي. ومن أهم هذه التغيرات هو التحول من السوق الصناعي إلى سوق الخدمات، ونشوء اقتصاد المعرفة وانحسار المؤسسات التقليدية.
ولاحظ الباحثون أن التعليم الرسمي والتقليدي والذي يتركز على التعلم في السنوات المبكرة من حياة الفرد لم يعد كافيا لتوفير حياة كريمة على مدى حياته.
ذكر كريستوفر دايأن من مسؤوليات المدرسين الجديدة أن يغرسوا في ذهن طلابهم قيم التعلم مدى الحياة منذ الصغر كما أن عليهم أي المدرسين ممارسة التعلم مدى الحياة لتطوير أنفسهم.
والتعلم مدى الحياة هو استمرار بناء المهارات والمعارف طوال حياة الفرد. يحدث ذلك من خلال التجارب التي تمت مواجهتها في مجرى حياته. هذه التجارب يمكن أن تكون رسمية (التدريب والاستشارات والتدريس، الإرشاد، التدريب المهني، والتعليم العالي، الخ) أو غير الرسمية (التجارب والحالات، وما إلى ذلك).
ومن سماته " الاستمرارية مدى الحياة، والطوعية ، وأن يكزن بدافع ذاتى من الفرد أى السعي للمعرفة إما لأسباب شخصية أو مهنية.
فالتعليم المستمر لا يعزز الاندماج الاجتماعي، والمواطنة النشطة وتنمية الشخصية فقط ، ولكن أيضا القدرة التنافسية وفرص العمل.

للمزيد :










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق