البيئة التعليمية هي ما يحيط بالطفل ويستخدمه خلال دراسته وخلال لعبه أيضا، ففي التعليم المرن كل نشاط في الحياة يدخل في دائرة التعلم .وخاصة أن كل بيئة تخلق مجموعة ذهنية أو أسلوب تفكير حول البيئة والأنشطة التي تتعلق بتلك البيئة، ولكن قد لا تتاح الفرصة للمعلمين لبتصميم مبنى المدرسة بالكامل، لكنهم يقومون بشكل يومي باتخاذ قرارات تتعلق بتنظيم بيئة فصولهم الدراسية. وهذه القرارات هي القرارات المتعلقة بما سيتعلمه الطلاب وكيف سيتعلمونه. إلا أن المعلم يجب أن يدرك تماما كيف يؤثر ترتيب الأثاث والمواد، وأنواع الأدوات المتاحة للطلاب، واستخدام الوقت على تعلم الطلاب.
إذ تؤثر هذه العوامل على نوعية العلاقات بين الطالب وزملاؤه وبين الطالب والمعلم ، كما تؤثر الخيارات التي يقوم بها المعلمون فيما يتعلق بطرق بنائهم لبيئة التعلم على أنواع العلاقات المحتملة في الفصول الدراسية. وقد درست Manke ثلاثة فصول دراسية للمعلمين من أجل اكتشاف العلاقة المحتملة بين تنظيم المعلمين للمساحة والوقت
وبين علاقة القوة بين المعلم واالطالب في فصولهم الدراسية.
وكشفت الدراسة على ثلاثة نتائج مثيرة تتعلق بالقرارات التي اتخذاها هؤلاء المدرسون عند بناء بيئة التعلم :
أولا، تأثرت ثقافة كل فصل بشدة بقرارات المعلمين حول ترتيب الوقت والمساحة. وكان بالإمكان رؤية نتائج قرارت المعلمين هذه من خلال ملاحظة ما يعتبره الطلاب سلوكا ملائما في البيئات المختلفة. وفي الفصول الأكثر هيكلة، تعلم الطلاب أنهم يجب أن يجلسون منتبهين للأمام وأن ينظروا فقط إلى كتبهم أثناء الدرس. وفي الفصل الأقل هيكلة، تعلم الطلاب قواعد لاختيار أي الأنشطة سيستخدمونها أثناء الوقت الحر.
ثانيا، بغض النظر عن ترتيب الفصل الدراسي والجدول الزمني، كان الطلاب يميلون إلى دفع المعلمين لممارسة المزيد من سلطتهم الخاصة. ويحتاج الطلاب إلى الشعور بالسيطرة والتأثير فضلا عن الشعور بالقيود والتوقعات. وينبغي أن يبذل تصميم بيئات التعلم جهدا للاستجابة لهذه الاحتياجات.
ثالثا، كشفت المقابلات الشخصية مع المعلمين أن اختياراتهم المتعلقة بترتيب المساحة والوقت كانت مغروسة بعمق في معتقداتهم عن أفضل الطرق لتعليم الأطفال. في الفصول الدراسية المهيكلة بشدة حيث تقل حركة الطلاب والقيود الزمنية الصارمة، نظر الطلاب للتعلم على أنه فعل فردي. وكان ينظر إلى المنهج الدراسي على أنه سلسلة من المهارات، متدرجة حسب الصعوبة، تقدم للطلاب في أوقات زمنية محددة سلفا ثم يتم ممارستها عندما يكمل الطلاب واجباتهم.
في الفصول الدراسية ذات الهيكل الفضفاض وأنماط الحركة وترتيبات الوقت المرنة، عبر المعلمون عن اعتقاد يتعلق بالطبيعة الاجتماعية للتعلم. كان ينظر إلى المنهج الدراسي على أنه مشكلات وموضوعات تستخدم لتنظيم تعلم الطلاب. سمحت هذه الفصول الدراسية للمتعلمين بتحمل مسئولية أكبر عن تعلمهم مقارنة بالفصول الدراسية ذات الهياكل الأكثر صرامة
ولذالك عندما يركز المتعلمون على اتباع أساليب المجموعة في فهم وتنفيذ المعاني المتفاوض عليها اجتماعيا، فإن التعليم يتطلب مشاركة في أنشطة المجتمع اليومية، يدركون أن بيئات التعلم الفكري التي يختارونها تجتمع لخلق "مكان يمكن فيه أن يعمل المتعلمون معا ويدعمون بعضهم البعض وهم يستخدمون مجموعة متنوعة من الأدوات ومصادر المعلومات في سعيهم لتحقيق أهداف التعلم وأنشطة حل المشكلات"