الجمعة، 15 يونيو 2018

دور النقاش الحر فى بلورة رؤية فلسفية للتعليم فى فرنسا عبر العصور




كانت فرنسا الزعيمة العقلية لأوربا في العصور الوسطى خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر، فقد أصبحت لمدارس كتدرائياتها منذ بداية القرن الحادي عشر شهرة دولية عظيمة؛
فقد كان التعليم ينتعش ويكتسب بعض الحيوية من حين إلى حين بمناقشات عامة تجرى بين المدرسين، والطلبة المتقدمين، والزائرين المتميزين، وكان النقاش يجري في العادة على شكل مقرر محدد يسمى النقاش المدرسي: فيوضع السؤال، ويجاب عنه جواباً سلبياً، ويؤيد هذا الجواب بعبارات مقتبسة من الكتب المقدسة ، وبالاستنباط الذي يتخذ شكل الاعتراضات. ويتلو ذلك جواب إيجابي يؤيد أيضا بمقتبسات من الكتاب المقدس، وبأجوبة منطقية على الاعتراضات. والنقاش المدرسي هو الذي حدد الصورة النهائية للفلسفة المدرسية في عهد تومس أكوناس.
و بالإضافة إلى هذه المناقشات المدرسية الرسمية نشأت مناقشات غير رسمية يسمونها (أي شيء نحب quodiberta)- يستطيع المناقش بموجبها أن يتقدم بأي سؤال يناقش في التو والساعة. وقد أوجدت هذه المناقشات غير المقيدة هي الأخرى صورة من الصور الأدبية نشاهد مثلاً منها في كتابات القديس تومس الصغرى. وشحذت المناقشات الرسمية منها وغير الرسمية العقول في العصور الوسطى، وأفسحت المجال لحرية التفكير والقول؛ غير إنها اتجهت عند بعض الناس إلى خلق نوع من المهارة يستطيعون به أن يثبتوا أي شيء يريدون إثباته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق