الجمعة، 4 مايو 2018

القوى البشرية المدربة عامل أساسى فى جذب أكبر الشركات العالمية للاستثمار فى سنغافورة .





استفاد “لي كوان” من تجربة الدراسة في المملكة المتحدة، فسعى لإيجاد رؤية تنموية إنسانية اقتصادية تدفع ببلده المتخلف والمتأخر والمتناحر مع الآخرين من خلال إعادة روح الإيمان لأبناء دولته، من خلال دفعهم نحو التعلم والعمل من أجل إيجاد وطن يعتزون به جميعًا بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية, وتعد الخطوة الأولى التي انطلق منها هي إيجاد نظام تعليمي متميز وقوي في محاوره المختلفة: المنهج, المعلم, المكان, الأسرة, الإدارة, ثم الطالب كمستفيد من هذا الربط التعليمي المتميز والمتقن.
وقد شكل التعليم إجمالاً في وجهة نظر المسئولين المفتاح الحقيقي للانتقال للعالم الأول والمنافسة الاقتصادية العالمية من خلال الاستثمار الحقيقي في العنصر أو الموارد البشرية, بحيث مكن سنغافورة من استقطاب كبرى الشركات العالمية للعمل فيها نظرًا لحسن تعليم وتدريب وانضباط السنغافوريين رجالاً ونساء, وانطلاقهم من رؤية وطنية تجعل حب الوطن الأساس في العمل, بحيث لا تضعف القدرة على الاستمرار وحسن العطاء وتطويره.
إن تجربة سنغافورة بدأت منذ إصرار الأمهات على تدريس العلوم والرياضيات بشكل مكثف في المدارس الحكومية، ففي العام 1968 لم تخرج الجامعات أي مهندس، أما حاليًا فهي تخرج نحو 20 ألف مهندس سنويًا، إلى جانب المئات من المعاهد الفنية والمهنية المتطورة.
وقد أسهم التنوع الإثني التي تتمتع به سنغافورة في تكوين ثقافة فريدة لشعبها في المنطقة، فالتعليم بكامله من المرحلة التمهيدية وحتى الجامعية باللغة الإنجليزية، واللغة الرسمية للدولة هي اللغة الإنجليزية، ولكن ذلك لم يمنع من أن يكون لكل عرق لغته الخاصة به، فالصينيون يدرسون اللغة الصينية كلغة رسمية ثانية، والملاويون يدرسون اللغة المالاوية كلغة ثانية، والهنود يدرسون أيضًا لغتهم كلغة ثانية، وهكذا يبقى التواصل بين الجميع هو اللغة الإنجليزية المعتمدة بينهم، وتبقى اللغة الثانية خيارًا لكل فئة من فئات الشعب حتى اللغة العربية، وإن لم تكن معتمدة رسميًا في وزارة التربية والتعليم السنغافورية، إلا أنه بدأت تنتشر مدارس لتعليمها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق