الأحد، 6 مايو 2018

لغة التدريس فى سويسرا بين اللغة الأصلية (اللغة الأم ) واللغة الوطنية


 

تعتبر قضية اللغة فى سويسرا من القضايا الشائكة ، التى تشغل الأذهان بشكل دائم في المدرسة الإبتدائية السويسرية. فمثلا، في المناطق المتحدثة بالألمانية، يواجه الأطفال الذين يتحدثون إحدى اللهجات السويسرية الألمانية في المنزل، مهمة تعلم اللغة الألمانية الفُصحى. كما أن الأسر أصبحت أكثر قدرة على التنقل بحثا عن فرص عمل أفضل، وقد تستقر في كانتون يتحدث لغة أخرى. وفي كُبريات المدن، هناك العديد من الأطفال المهاجرين الذين يلتحقون بالمدرسة بمعرفة قليلة أو منعدمة للغة المحلية. لذلك، فإن المدارس الإبتدائية تواجه ضغوطا كبيرة لتلبية احتياجات جميع هؤلاء الأطفال.
أى أن لغة التدريس هي الألمانية، أو الفرنسية، أو الإيطالية أو الرومانش، اعتمادا على منطقة الإقامة، ولئن كانت البلديات الناطقة بالرومانش تمثل حالة خاصة.
ومن ناحية أخرى ، يؤكد الكثير من الخبراء على أن الإتقان الجيّد للغات الثقافات الأصلية، يشكّل منطلقا ومرتكزا أساسيا بالنسبة للطفل في جهوده، من أجل تعلّم لغة أو لغات البلد المُضيف.ولاسيما أن 60% من الأطفال الذين يُولدون في سويسرا من أصول أجنبية يتخاطبون مع أقربائهم بلغات ثقافاتهم الأصلية، إلا أن السياسة الرسمية في مجال الإندماج تُواصل المُراهنة على تعلّم اللغات الوطنية. في الوقت نفسه، ترتفع المزيد من الأصوات المطالبة بإيلاء أهمية أكبر للغات الأصلية، وخاصة في المدارس.
وقد فرضت العولمة دخول الإنجليزية في منافسة مع اللغات الوطنية في النظام المدرسي. وهي مسألة تثير جدلا واسعا في سويسرا، فهناك من يصر على أهمية اللغات الوطنية ودورها الحيوي في تماسك الوحدة الوطنية، بينما يعتقد البعض الآخر أن تعلُّم الإنجليزية ينبغي أن يكون على رأس الأولويات. فأثناء سنوات الدراسة الإلزامية، يتعلم التلاميذ لغة رسمية ثانية في الكنفدرالية، فضلا عن الإنجليزية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق