الجمعة، 1 أبريل 2016

‫#‏الكتاتيب‬ وإحياء الدور العقائدى والقيمى الغائب



هناك العديد من التحديات التى تحتم إعادة إحياء الدور الغائب للكتاتيب ولاسيما بعد انتشار مشكلات العنف والتطرف الناجم عن غياب البعد الدينى والعقائدى فى بناء الشخصية المصرية ولاسيما أن تدريس الدين فى المدارس أصبح يعتمد على الشكل دون المضمون ، علاوة على أن المعلم القائم بتدريس مادة التربية الدينية غير مؤهل لتدريس المادة ، بل أن حصة التربية الدينية تعتبر من الحصص المهمشة ولايعيرها المعلم أو الطالب أدنى اهتمام ، وذلك نتيجة عدم إدراج درجات المادة ضمن المجموع الكلى.
والسؤال الآن كيف يمكن ترسيخ البعد العقائدى فى بناء الشخصية المصرية ، مع تجنب المشكلات الناجمة عن تدريس الدين بالمدارس ؟
الواقع أن ترسيخ البعد العقائدى بالأسلوب الأمثل لايتأتى إلا من خلال التوسع في إنشاء الكتاتيب بالقرى والنجوع والكفور في مصر لتحفيظ القرآن الكريم ومعرفة أحكامه الصحيحة وفقًا لمنهج الإسلام الوسطي المعتدل ، على أن يتم اعداد كوادر علمية مدربة على أعلى مستوى لتحفيظ القرآن ، وذلك تحت إشراف الدولة أى لابد أن يحصل الكتاب على ترخيص رسمى للقيام بدوره ، وبالمتابعة على أرض الواقع. وأن يتم ذلك بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم والأوقاف و تحت إشراف الأزهر الشريف.
علاوة على استحداث صورة جديدة للكتاب من حيث الشكل والتصميم واستخدام التقنيات الحديثة كالمصحف الصوتى وأساليب المحاكاة ...الخ .
بل يمكن أن تكون هذه الكتاتيب احد المراكز التابعة للمدرسة ، أى يكون لكل مدرسة أو عدة مدارس مركز تابع لها ، على أن يخصص يوم أسبوعيا يتلقى فيه الطالب مقرر التربية الدينيه الخاص به ، بالإضافة إلى تطبيقات وممارسات عملية لترسيخ القيم فى سلوكيات الطلاب ، وذلك تجنبا للفصل الذى يحدث أثناء حصة التربية الدينية بين الطالب المسلم والمسيحى ، كما يخصص يوم آخر بأحد النوادى أو قصور الثقافة التابعة للمدرسة لمزاولة الأنشطة الرياضية التى تتناسب مع ميول الطالب واهتماماته كما هو مطبق فى اليابان .، وبالتالى يمكن تقسيم الطلاب إلى مجموعتين ، كل مجموعة يخصص لها ثلاث أيام بالأسبوع للذهاب إلى المدرسة ، وبالتالى يمكن مضاعفة الطاقة الاستيعابة للمدارس والتغلب على مشكلة الكثافة الطلابية والعجز فى المبانى المدرسية مع تفعيل دور مادة التربية الدينية والأنشطة بالإضافة إلى الاستفادة من الموارد الضخمة والمعطلة فى المجتمع كالنوادى ومراكز الشباب وقصور الثقافة بالإضافة إلى إعادة إحياء دور الكتاتيب التى أسهمت فى تخريخ مفكرين للمجتمع مثل طه حسين والعقاد وزكى نجيب محمود...الخ من عظماء الفكر والأدب.
إن العودة لنظام الكتاتيب يمكن أن يسهم أيضا فى علاج مشكلة القرائية لدى الطالب والتى يعانى منها نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الإبتدائية حاليا، علاوة على إكساب الطلاب الطلاقة اللغوية والفكرية.
على أن يكون من شروط قبول الطفل بالتعليم الإلزامى اجتياز اختبار بحفظ القرآن الكريم أوبعض من أجزاؤه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق